30

   الإِسْلَامُ حَيَاتُنَا والسَّلَامُ مَعَاشُنَا    نحن نَعْلَمُ بالسياسة ولا نَعْمَلُ بالسياسة    حَرْبُنَا مَعَ أَعْدَاءِ الوَحْدَانِيَّةِ مَيْدَانُهَا الفِكْرُ وسِلَاحُهَا الكَلِمَةُ   جِهَادُنَا اجْتِهادٌ فِي العِلْمِ وجَهْدٌفِي العَمَلِ

30

الطَّائفةُ الأولى: همُ الذينَ تَصوَّرُوا أنَّ الدَّاءَ في تَقاعسِ الْمسلمينَ – إلاَّ قليلاً ـ عَنِ الالْتزامِ بِأُمورِ دِينِهِم.. وعِلاجُ هذا الدَّاءِ عندَهُم هوَ تقيُّدُ الْموحِّدينَ بِشريعةِ الدِّينِ.. فأَنْشأُوا الْمدارسَ الشَّرعيَّةَ لِيَتعلَّمَ فيها الْمسلمونَ أَحْكامَ العِبادةِ والْمعاملاتِ على مَذاهبِ الشَّريعةِ الأَربعةِ.. فامْتَازَتْ هذِهِ الطَّائفةُ باسمِ ” الْمذاهبِ السَّلفيَّةِ “… وتَميَّزَ مُؤسِّسُوهَا باسْمِ ” فُقهاءِ الدِّينِ شُيوخِ الوَعْظِ والتَّعليمِ “.

الطَّائفةُ الثَّانِيَةُ: هُمُ الَّذينَ تَصوَّرُوا أَنَّ الدَّاءَ في تَهاونِ كثيرٍ منَ الْمسلمينَ عَنِ التَّقيُّدِ بِخُلُقِ الإِسْلامِ.. والعِلاجُ عِنْدهمْ هوَ التزامُ الْمُؤمنينَ بآدابِ الأوَّلينَ.. فأنْشأُوا الزَّوايَا الصُّوفيَّةَ التي تُكسِبُ الْمسلمينَ التَّربِيَةَ النَّبويَّةَ.. فعُرِفَتْ هذهِ الطَّائفةُ باسْمِ “الطُّرقِ الصُّوفيَّةِ”… وعُرِفَ مُؤسِّسُوها بِأَنَّهمُ “العَارِفونَ باللهِ أَرْبابُ التَّهْذيبِ والإِرْشادِ”. أمَّا الطَّائفةُ الثَّالثةُ: فهمُ الذينَ تَصوَّرُوا أنَّ الدَّاءَ يَكمُنُ في ترْكِ أَكثرِ الْمسلمينَ التَّعاونَ داخلَ مُجتمعاتِهم بِأَفْعالِ الْمساعَداتِ الاجتماعيَّةِ.. وعِلاجُ هذا الدَّاءِ عِنْدهُم هوَ قِيامُ الْمُوسِرينَ بإعانَةِ الْمُحتاجِينَ في كلِّ مكانٍ.. فَكَوَّنُوا الْجمْعِيَّاتِ الاجتماعِيَّةَ في كافَّةِ البُلدانِ.. فَتَسَمَّتْ هذِهِ الطَّائفةُ في بُلدانِها بالْجَمعيَّاتِ الْخَيرِيَّةِ… وسُمِّيَ مُؤسِّسُوها “رُوادَ الأَفعالِ الاجْتِماعِيَّةِ”.