29

   الإِسْلَامُ حَيَاتُنَا والسَّلَامُ مَعَاشُنَا    نحن نَعْلَمُ بالسياسة ولا نَعْمَلُ بالسياسة    حَرْبُنَا مَعَ أَعْدَاءِ الوَحْدَانِيَّةِ مَيْدَانُهَا الفِكْرُ وسِلَاحُهَا الكَلِمَةُ   جِهَادُنَا اجْتِهادٌ فِي العِلْمِ وجَهْدٌفِي العَمَلِ

29

نَظرةٌ على الشَّارعِ الإسْلاميِّ

ما مِنْ مُسْلمٍ يَهتمُّ بِأمرِ الْمسلمينَ إلاَّ سَاءلَ نَفسَهُ أو سَألَ غيرَهُ عنْ هذا الذي يَجري على أجيالِ خَيرِ الأُمَمِ.. يَعيشُ مُسلمُها عُصورَهُ وقدْ أَنْهكَهُ الْهَوَانُ… وأَضْنَتْهُ الْمهانَةُ.

وفي النِّصفِ الثَّاني للقرنِ الثَّالثَ عَشرَ مِنَ الْهجرةِ.. ومِنْ أرضِ قَريتِهِ دَندرةَ في جَنوبِ صعيدِ مِصْرَ.. بَدأَ مُؤسِّسُ الأُسرةِ الدَّندراويَّةِ الدَّندراويُّ الأوَّلُ سيِّدِي مُحمَّدٌ السُّلطانُ.. كوَاحدٍ مِنَ الْمصلِحينَ..تَرحالَهُ في بِلادِ أَهلِ التَّوحيدِ لَعلَّهُ يَجدُ بينَ الْموحِّدينَ مَنْ وَجدَ تَفسيراً للحالِ الْحَزينِ.. واتَّخذَ خُطاهُ لِعلاجِ ذلكَ البلاءِ الْمُهينِ.

انطلاقاً مِنْ قَناعةِ السُّلطانِ الدَّندراويِّ الأوَّلِ بِأنَّ الإِسْلامَ لنْ يَفْقِدَ رِجالَهُ الْمخلَصينَ.. فَعالمُ الْمسلمينَ مَليءٌ بالْمصلِحينَ مِنْ خِيارِ الصَّالِحينَ.. نَظرَ عليه منَ اللهِ الرِّضْوانُ إلى الشَّارعِ الإسْلاميِّ في عَديدٍ مِنْ أَوطانِهِ.. فَشاهدَ أَربعَ طَوائِفَ إِصْلاحيَّةٍ.. انفردَتْ كلٌّ منها بِتصوُّرٍ لِمَا أَصَابَ إِنْسانَ أَوْسَطِ الأُمَمِ… وتَخصَّصَتْ بِكيفيَّةٍ لِتَشْفِيَهُ مِنْ أَلِيمِ السَّقَمِ: