31

   الإِسْلَامُ حَيَاتُنَا والسَّلَامُ مَعَاشُنَا    نحن نَعْلَمُ بالسياسة ولا نَعْمَلُ بالسياسة    حَرْبُنَا مَعَ أَعْدَاءِ الوَحْدَانِيَّةِ مَيْدَانُهَا الفِكْرُ وسِلَاحُهَا الكَلِمَةُ   جِهَادُنَا اجْتِهادٌ فِي العِلْمِ وجَهْدٌفِي العَمَلِ

31

وأمَّا الطَّائفةُ الرَّابعةُ: فهمُ الذينَ تَصوَّروا أنَّ الدَّاءَ يَنحصِرُ في عُزوفِ الْمسلمينَ – إلاَّ القليلَ – عَنِ التَّواصُلِ بِقوميَّاتِهم عَبرَ أَوطانِهم.. والعِلاجُ عندهُم هوَ عَودَةُ الْمسلمينَ لِذاكَ التَّواصُلِ في كُلِّ الأَمْصارِ.. فَكَوَّنُوا التَّنْظيماتِ الوَطنيَّةَ لِتَواصُلاتِهمُ القَوميَّةِ لِتَلاحُمِ أُمَّتِهمْ عَبرَ الأَقطارِ.. فَتَسَمَّتْ هذِهِ الطَّائفةُ في أَوطانِها بِأسماءٍ مَحليَّةٍ… وسُمِّيَ مؤسِّسوها بِرؤساءِ التَّنْظيماتِ الوَطنيَّةِ.

بعدَ أَنْ ظَهَرَتْ في الشَّارعِ الإِسْلاميِّ هذهِ الطَّوائفُ الْمتَخصِّصَةُ الأَربعُ مِنْ خِلالِ إِعْلانِها تَصَوُّرَهَا لِمُصابِ البَلاءِ… وممارسَتِها كَيْفِيَّةَ عِلاجِهَا لِلدَّاءِ.. تَوزَّعَ أَكثرُ أَهلِ التَّوْحيدِ إلى تَجمُّعاتٍ أَربعةٍ.. إذْ صارَ الْمسلِمُ مُنجذِباً إلى الطَّائفةِ التي أَقْنعَهُ تَصوُّرُ تَشْخِيصِهَا… وأَعْجبَهُ كَيْفِيَّةُ عِلاجِها.. فاختصَّ أَفْرادُ كلِّ تَجمُّعٍ مِنْها بلَقبٍ يُعرَفونَ بهِ:

فمَنْ تَتَلمذُوا على أَيْدِي شُيوخِ الوَعظِ والتَّعليمِ.. الْتصقَ بِهمْ لَقَبُ “السُّنِّيَّة” أوِ “الشَّرعيِّونَ أَتْباعُ الْمذاهبِ السَّلفيَّةِ”.

ومَنْ جَلسُوا بينَ أَيْدِي أَربابِ التَّهذيبِ والإِرشادِ.. حَمَلُوا لَقبَ “الصُّوفيِّة” أوِ “الأَحْبابُ مُريدو الطُّرقِ الصُّوفيَّةِ”.

أمَّا مَنْ تَعاوَنوا على الأَفعالِ الْخَيريَّةِ.. فهمُ الْمُلقَّبونَ في جَميعِ البُلدانِ بِلقبِ ” أَعْضاء الْجَمعيَّاتِ الْخيرِيَّةِ “.