الملف الإعلامي للمُؤْتَمَرُ العامُّ الثامن والأَرْبَعُونَ
المُؤْتَمَرُ العامُّ الثامن والأَرْبَعُونَ
المُنْعَقِدُ بِمُنَاسَبَةِ الاحْتِفَالِ بِالموْلِدِ النَّبويِّ الشَّريفِ
لِعَامِ 1441ھ – 2020م
بعنُوان: (تَمكِينُ الشَّبَابِ)
مَدْخَل
الأُسْرَةُ الدَّنْدراوِيَّةُ جَمعٌ مُسلِمٌ يُؤمِنُ بِكلِّ ما يُؤمِنُ به المُسلِمونَ مِن مُعتقَداتٍ إِيمَانِيَّةٍ، ويَلتزِمُ بِكلِّ ما يَلتزِمُ به المُسلمونَ مِن فَرائِضَ إِسلامِيَّةٍ.. ومَرجعيَّتُهُ في الحياةِ والفِكرِ هى كِلامُ اللهِ سُبحانَه وقَولُ رَسُولِهِ الكَريمِ صَلواتُ اللهِ عليهِ.
تأسَّسَ هذا الجمعُ عامَ 1292 من الهِجرةِ المُوافِقَ لعامِ 1875 ميلادي، على يَدِ الدَّندراويِّ الأوَّلِ سَيِّدي مُحمَّدٍ الدَّندراويِّ مِن أحفادِ السُّلطانِ اليُوسُفِ جَدِّ قَبائلِ “الأَمَارَةِ” بدَنْدَرَةَ. والسُّلطانُ اليُوسُفُ هو مِن وَلدِ الشَّريفِ إدريسَ الأولِ سِبطِ الإمامِ الحَسنِ بنِ عَلِيٍّ بنِ أبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ.
أسَّسَ الدَّنْدَرَاوِيُّ الأَوَّلُ نَواةَ جَمعِهِ المُسلِمِ، المَعروفِ باسمِ “الأُسْرةُ الدَّندَراوِيَّةُ“، في قَريةِ دندرةَ بصَعيدِ مِصرَ، ولمْ تلبثْ جُذورُ هذه الشَّجرةِ الإِنسانيَّةِ أنْ تَمكَّنتْ بِغالبيَّةِ قبائلِ جَنوبِ الصَّعيدِ [مُحافظاتُ قنا والأقصر وأسوان والبحرِ الأحمر]، وتَمَّ استواءُ ساقِها مِن العديدِ مِن عائِلاتِ مِصرَ. ثُمَّ تَفرَّعتْ فُروعُ هذهِ الشَّجرةِ علَى اتِّساعِ الانتشارِ الإِنسانِيِّ لأُمَّةِ المُسلِمينَ في بِلادٍ شَرقيَّةٍ وغَربيَّةٍ، فجَمعَ بينَ صُفوفِه كُلَّ مَن يَألَفُ ويُؤلَفُ مِن المُوَحِّدينَ ذكرًا كانَ أم أنثى، كبيرًا يكونُ أو صَغيرًا، أيًّا كانَ لَونُ عِرقِه، أو مَوقِعُ بلدَتِه، أو نَمطُ تعايُشِهِ، أو وَضْعُ مَعِيشَتِه، وأيًّا كانَ مَذْهَبُ أَحْكَامِه، أو مَشْرَبُ إِحكامِه، أو جَمعيَّةُ تَعاوُنِه، أو تَنظيمُ نِضالِه، سواءٌ أكانَ مُنطَوِيًا على ذَاتِه، أو مُنطلِقًا في جَماعَتِهِ.
والهَدفُ مِن التّأسِيسِ؛ هو إعادَةُ التَّماسُكِ إلى بُنيانِ مُجتمَعِ الإِسلامِ، والتَّلاحُمِ إلى نَسيجِ أُمَّةِ المُسلمينَ واستعادَتُها مِن التَّشَتُّتِ..
ولِتَحقِيقِ الهَدفِ وَضَعَ مُؤسِّسُ هذا الجَمعِ رُؤْيَةً إِصلاحِيَّةً، تَخْتَلفُ في طَرحِها عَن الأَفكارِ التي تَتَبنَّاها التَّجَمُّعاتُ الإسلاميةُ الصَّالِحَةُ المَوجودَةُ في الشَّارعِ الإسلامِيِّ؛ كتَجمُّعاتِ المَذاهبِ الفِقهيَّةِ، وتَجمُّعاتِ الطُّرقِ الصُّوفيَّةِ، وتجمُّعاتِ الجمعيَّاتِ الخَيريَّةِ، وتجمُّعاتِ التّنظيماتِ الوطنيَّةِ. فالأُسرَةُ الدّندراويّةُ لَيستْ كِيانًا مِن هذه الكِياناتِ الأربعةِ المُتخصِّصةِ ولا تَطرحُ نفسَها بَديلاً عنها، كما أنَّها في الوقتِ نفسِه ليستْ بَعيدةً ولا مناقِضةً لأيِّ واحدٍ مِنها.
هذه الرُّؤيةُ الإِصلاحيَّةُ أَساسُها ارتباطُ المُسلمِ بشخصِ سيِّدِ البَشرِ مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ عليهِ صَلواتُ اللهِ؛ فبهذا الارتباطِ يِستعيدُ المُسلمُ تكوينَه المُحمَّديَّ الذي كانَ عليهِ الصَّحابةُ الكِرامُ والسَّلفُ الصَّالحُ؛ وبهذا الارتباطِ يُمَكِّنُ مُكوِّناتِهِ الذّاتيَّةَ الأربعَ – بَدَنَه، رُوحَه، نَفْسَه، عَقْلَه – من الانطِباعِ بفاعِليَّاتٍ تُرَسِّخُ في وجدانِه قِيَمَ الإسلامِ الأربعَ [ أي العبادات، المعاملات، التعاون، التلاحم ]، ويُمَكّنُ – في الوقتِ نفسِه – مَرئيَّاتِه الشَّخصيَّةَ الأربعَ من الانصباغِ بتفاعلاتٍ تُعيدُ التماسُكَ إلى بُنيانِ المُجْتَمَعِ والتَّلاحُمَ إلى نَسيجِ الأُمَّةِ، فترسُخُ في الوجدانِ قِيمُ الإسلامِ، وتَشمُخُ في الوجودِ قيمةُ المسلمينَ.
ومنذُ عامِ 1393 هجري الموافقِ لعام 1973 مِيلادي بدأَتْ الأُسرةُ الدَّندراويةُ بإِقامةِ مُؤتمَرٍ عامٍّ سنويٍّ في قَريةِ دَندرةَ أيَّامَ الموْلِدِ النَّبويِّ الشَّرِيفِ، تأكيدًا على أنَّ الكِيانَ الدَّنْدَرَاوِيَّ تأسَّسَ علَى أَسَاسٍ مُحمَّديٍّ.
وطُولَ سَبْعةِ وأربعينَ مُؤتمَرًا عَامًّا عَلَى مُستَوَى مَرَاكِزِ دَنْدَرَةَ كان الدِّفاعُ عن الأعتابِ النَّبويةِ نَشِطًا ومُلتصِقًا ببناءِ الإنسانِ وتَفعيلِ دَورِه الحَضارِيِّ ومُناقَشَةِ قضاياهُ وتَحدياتِه المعاصِرَةِ.
ومِن هذا المُنطلَقِ تُقيمُ الأُسرَةُ الدّندراويةُ مُؤتَمرًا عامًّا يومَ الجمعة الموافق 23 من ( أكتوبر ) بِعُنوَان :
(تَمكِينُ الشَّبَابِ)
قَضَتْ حِكْمَةُ اللهِ أَنْ تَبدَأَ الأَشْياءُ صَغِيرَةً ثُمَّ تَكْبُرُ وهي في طَريقِها إلى نِهايَتِها ، وبَينَ هاتَينِ المرحَلَتَينِ تَتَوسَّطُ مَرحَلَةُ الشَّبيبَةِ ، فالإِنسَانُ يَبدَأُ طِفْلًا ثُمَّ يَصيرُ شَابًّا فَرَجُلًا ثم يُصبِحُ شَيخًا ، وفي طُفولَتِهِ يَكونُ مُتلَقّيًا مُكتَسِبًا لمعَارِفِهِ وفي الغَالِبِ لا يَكونُ صَاحِبَ تَأثِيرٍ في مُحيطِهِ ومُجتَمَعِهِ، كما يَكونُ في شَيخُوخَتِهِ وكِبَرِهِ صَاحِبَ خِبراتٍ يُقَدِّمُ النَّصيحَةَ لِمَنْ حَولَهُ بعدَ أنْ أَوشَكَتْ طَاقَتُهُ علَى النَّفادِ، أمَّا مَرحلَةُ الشَّبابِ إلى الرُّجُولَةِ فهِي مِنْ أَهَمِّ وأَخطَرِ المَراحِلِ العُمْرَيّةِ، هي مَرحَلَةُ التَّطبيقِ لِما قد تَعلَّمَهُ في طُفولَتِهِ. وإِنْ كُنَّا نَتَحَدَّثُ عن تَمكيِن الشَّابِّ مِن أدوارِهِ الإِنسانِيَّةِ فلابُدَّ أنْ يَبدَأَ هذا التَّمكِينُ مِن مَرحلَةِ الطُّفولَةِ بِتعلِيمِهِ وصَقْلِ مَهاراتِهِ ومَعارِفِهِ حتى يَكونَ مُهَيَّأً لاسْتِكمَالِ عَمَلِيةِ التَّمكينِ في مَرحَلَةِ الشَّبابِ. وإِنَّ أُمَّةً بغَيرِ شَبابٍ لَدَيه القُدرَةُ علَى التَّفكِيرِ والتَّدَبُّرِ والعَمَلِ هِي أُمَّةٌ هَشَّةٌ لا تَلْبَثُ أنْ تَذُوبَ ، ولقدْ تَعَلَّمْنَا مِنْ نَبيِّنا صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ دَعْمَ الشَّبابِ وتَمْكِينَهُم حتى يَتَحمَّلُوا المسئُولِيَّاتِ الجِسَامِ، فقد أَوْلَى صَلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لِسَيِّدِنا أُسامَةَ بنِ زيدٍ مُهِمَّةَ قِيادَةِ جَيش ٍكَبيرٍ فيهِ عَدَدٌ مِن الصَّحابَةِ الكِبارِ. ومِنْ أهَمِّ مُكْتَسَباتِ تَمكِيِن الشَّبابِ هِى أنْ يُصبِحَ الوَاحِدُ مِنهُم صَاحِبَ ذَاتٍ أَصيلَةٍ، قادِرًا علَى النَّقْدِ البَنَّاءِ لِذَاتِهِ ومُجتَمعِهِ ومُعْمِلًا العَقْلَ فِيمَا يُلْقَى إلَيهِ مِن أَفكَارٍ، ومُبادِرًا وفَاعِلًا ، يَمتلِكُ مِن الفِكْرِ والأَلمَعِيَّةِ ما يُمكِّنُهُ مِن صِياغَةِ رُؤيَةٍ يَستَشْرِفُ مِن خِلالِها مُستَقْبَلَهُ .
مَحاوِرُ مَوضُوعِ المُؤتَمرِ:
المِحوَرُ الأَوَّلُ: مِحْورِيَّةُ جيلِ الشَّبابِ ودَورُهُ في بِناءِ الأُمَّةِ.
المِحوَرُ الثَّانِي: هَلْ يَتلازَمُ بِناءُ مُكوِّنَاتِ الذَّاتِ مع التَّمكينِ المعرفي أمْ أنَّ البِناءَ سَابِقٌ علَى التَّمكِينِ.
المِحوَرُ الثَّالِثُ: مَجالاتُ تَمكينِ الشَّبابِ للقِيامِ بأَدَوارِهِ.
المِحوَرُ الرَّابِعُ : آلياتُ تَمكِينِ الشَّبابِ وتَحدِيدُ الأَولَوِّياتِ في مَجالاتِ التَّمكينِ.