أنا الذات
بسم الله الرحمن الرحيم
“الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافىء مزيده”
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد في ألوهيته والأحد في ربوبيته، وأشهد أن سيدنا محمداً الوحيد في سيادته والأوحد في زعامته.
“أنا الذات
معوّق للبناء الإنساني وضبطها لا يكون إلا من خلال اكتساب التكوين المحمدي”
كثيرةٌ هي الإنجازات التي حقّقها أبناء الأسرة الدندراوية على انتشار جموعهم في هذا العام، الموافق للعام الثاني والأربعين لانطلاق مسيرتنا المسلمة المسالمة المحمدية الخطوات في وسط الشارع الإسلامي، والتي بدأت منذ العام 1973 ميلادي. ولن نسرد “جَرْدة” بكافة ما جرى من ورشات عمل وأنشطة عملية وعلمية، ولكن لا بد من التنويه (أولاً) بالجهود المبذولة لاكتساب المهارات والكفاءات (وخاصةً لدى العنصر النسائي وعنصر الشباب، ذكوراً وإناثاً)، والتنويه (ثانياً) بالخطى السديدة المتّبعة لإحراز مزيدٍ من الانفتاح على المجتمع ومؤسساته وتجمعاته الصالحة.
ومن باب الإنصاف، لا بد من الاعتراف بأن إنسان محمد – صلى الله على سيدنا محمد – قد ظهر على التكوين الإنساني لعددٍ غير قليل من أبناء الأسرة الدندراوية. وأن هؤلاء بممارستهم لتكوينهم المحمدي في مجتمعاتهم أصبحوا في أعين المحيطين بهم: «قيمة إنسانية وقامة اجتماعية». ومن ثَمَّ حرّكوا العقول لتتساءَل عن ماهية الفكر الذي شكّل هويتهم، وعن الجمع الذي ينتسبون إليه (اسمه ومكان وجوده في الشارع الإسلامي).. وبكلام آخر، لقد صار كل واحدٍ منهم بمثابة “المنارة” التي تلفت أنظار أهل بلده إلى موقع كيان جمع إنسان محمد – الأسرة الدندراوية.
ولكن، ورغم تحوّل البعض من مراكز دندرة إلى ما يشبه “خلية النحل”، ورغم التقدّم الملموس للأسرة الدندراوية خارج الصفوف، إلا أن هذا لا يشغلنا عن إدامة النظر في المسيرة الجماعية لأبناء الأسرة الدندراوية؛ للتأكّد من دوام انصهار الجميع في قالب الصف الواحد، وانتظامهم بنظام الحركة الواحدة. ولا يشغلنا – أيضاً – عن مداومة المراجعة للمسيرة الذاتية للإنسان الدندراوي؛ وذلك للتأكد من أن كل خلية من خلايا بدنه، وكل جامعة من جوامع روحه، وكل نازعة من نوازع نفسه، وكل كامنة من كوامن عقله، لا تزال مستمرة بالمشاركة في تحقيق تكوينه المحمدي، وأن أياً منها لم ينحرف عن مسيرته بنزغ شيطان أو بتزيين باطلٍ من قِبَلِ إنسان.
وفي سياق إدامة النظر ومداومة المراجعة رصدنا أن هناك مشكلة داخل الصفوف. وهذه المشكلة تطل برأسها من وراء عدة مشاهد ومواقف وأنماط علاقات تتكرر أشباهُها في عديد من مراكز دندرة على انتشار أوطانها. ورأينا أنها تستحق منا وقفةً جماعية، وعدم تركها للحلول الشخصية، وذلك ليتم حل المشكلة من جذورها لا من قشورها. ومنها على سبيل المثال:
- شخصٌ من أبناء الأسرة الدندراوية (ومثله كثير) نراه يمارس تكوينه المحمدي خارج الصفوف؛ فيتعامل مع “الآخر المجتمعي” بتفاعلات شامخات: فيقبله كما هو، ويعترف له بتميزه، ولا يجد حرجاً في نفسه من قبول أنه أعلم منه وأغنى منه وأوسع ثقافة. وفي المقابل، فإنه عندما يتعامل مع أخٍ له داخل الصفوف عديلٍ لذاك الآخر المجتمعي، فإنه قد يغمطه حقّه ولا يضعه في منزلته المناسبة لمكانته، من باب العَشَم به، والركون إلى أن أخاه يقبل منه ما لا يقبل الآخر خارج الصفوف. وبهذا العَشَم قد يفتح هذا الشخص – وهو لا يعلم – على أخيه مدخل الشيطان إلى أنا ذاته لينزغ بينهما.. أو قد يفتح على نفسه هو مدخل الشيطان إن بَدَر من أخيه ما يخيّب عَشَمَه.
- (ومنها مثال ثان) أشخاصٌ من داخل جموع مركز (وحتى لا نقول كافة أبناء جموع مركز) بنى كل واحد منهم علاقته مع إخوانه استناداً إلى مكانة أعطاها لنفسه من خلال تقييمه الشخصي لذاته، ولم يترجم تقييمه الشخصي إلى عملٍ يحظى باعتراف إخوانه، ثم استقر في ذهنه أن هذه المكانة تحدد موقعه داخل الصفوف، وتسرب إلى نفسه – فيما يشبه القرار اللاواعي – بأنه لن يسمح لأحدٍ بأن يهز هذا الموقع..
هذه العلاقات بين الأخوة – داخل الصفوف – المبنية على تقييمات افتراضية وليس على تفاعلات شامخات صنعها لنا زعيم مسافة وجودنا سيد البشر محمد رسول الله عليه صلوات الله.. تفتح باباً واسعاً لدخول الشيطان إلى “أنا الذات” في نفوس أطراف العلاقة، عند أي جرحٍ لمكانتهم المفترضة.
- (ومنها مثال ثالث) شخصٌ دندراوي (ومثله كثير)، يحدّث أصحابه ومعارفه من خارج الصفوف بالفكر الدندراوي، فينصتون إليه ويُظهرون له القبول والإعجاب. وفي المقابل، إن حدّث إخوانه داخل الصفوف بالفكر الدندراوي قد لا يجد الإنصات نفسه والقبول. فتتحرك فيه نوازع “أنا الذات” وتدفعه للتذمر من عدم تقدير إخوانه له، وقد يذهب إلى الاقتناع بأنه لا أحد في جموع المركز يسمع لأحد. وربما تتحرك “أنا ذاته” لتُوجِدَ داخله ازدواجية: فيوسع دائرة نشاطه خارج الصفوف متسلحاً بالفكر الدندراوي وبممارسة تكوينه المحمدي. وفي الوقت نفسه، قد ينأى بجانبه – داخل الصفوف – مخلخلاً قالب الصف الواحد، وقد يتخلّف عن الانتظام بنظام الحركة الواحدة عند أي نشاط يُقام داخل المركز.
- (ومنها مثال رابع وأخير) قد يصحب أحدُ أبناء الأسرة الدنداروية ضيفاً لإلقاء محاضرة أو للاستماع إلى محاضرة.. وتلقائياً – وبشكل شبه لاواعي – حين يأتي الضيف بصحبة أحد فإن معظم جموع المركز (حتى لا نقول: كلهم) يحسبونه على الشخص الداعي، ويجرون تقييمه على مثاله (= طالما أنه ضيفه فهو صديقه إذن هو مثله وفي مستواه). ثم تالياً إن أظهر الضيف أثناء الحوار جهلاً بالأسرة الدندراوية (كأن يقول عنها مثلاً طريقة صوفية)، فإنه يلقى ردّات فعل متفاوتة من جموع الساحة، كما أن الشخص الداعي قد يُحاسب – بالتلميح الكلامي أو بنظرات ذات مغزى – وقد يُلام مواجهةً بأنه لم يعرّف ضيفه، وقبل أن يدعوه، بالأسرة الدندراوية وتكوينها وكيانها. هذا الموقف يجعل الداعي ينكفئ، وينوي في نفسه عدم دعوة أحد في المستقبل.. فيكون جموع المركز، بتصرفهم غير الحكيم مع الضيف، هم الذين فتحوا للشيطان مدخلاً إلى جوانية نفس أخيهم الداعي.
هذه المشاهد من العلاقات قد يراها البعض بسيطة وجانبية ولا تستحق وقفة جماعية في مؤتمر عام، لأنها برأيه لا تتعلق بأمر عظيم، كالعبادات والمعاملات ومكارم الأخلاق وصورة الأسرة الدندراوية في أعين المحيطين بجموعها.. وغير ذلك من المشاكل الكبرى التي قد توجد – أو تطرأ – في صفوف بعض التجمعات الصالحة.
إلا أننا نرى أن هذه المشكلة – رغم دقتها ورهافتها- تحتاج إلى وقفة تأمل ومراجعة، لأنها تتعلق بتهذيب الأنفس وتؤثر على ممارسة الانسان الدندراوي لتكوينه المحمدي مع إخوانه، ولأن أي خلل في هذه الممارسة سوف يؤخّر مسيرتنا داخل الصفوف.
الآن وبعد أن تحددت المشكلة وتبين لنا أن مصدرها هو “أنا الذات”، نتقدم من المكونة الثالثة لذات الانسان وهي النفس، لنرى وَصْفَها وفِعْلَها كما رسمتهما الوثيقة البيضاء (إن الكلام الذي سوف يلي حول النفس البشرية معروفٌ معظمه لدى أبناء الاسرة الدندراوية، لأنه مستلٌ من الجزئين الأول والثاني من الكتاب الثاني من وثيقتنا البيضاء، إلا أننا نورده إحتراماً لضيوفنا هذه الليلة، ورعاية لحقهم في المعرفة، حتى عندما نطرح خطة العمل تتضح معالمها لديهم).
من المنظور الدندراوي، إن النفس البشرية هي غشاءٌ هلاميٌّ أوجده ربّ الناس في صدور الناس، على شكل الحيوان البحري المسمّى (نجمة البحر)، وتمتد أطرافه في جميع الصدر[1].
وهذه النفس البشرية ليست كتلةً واحدةً، ترقى بالتزكية من كونها أمارة إلى كونها مطمئنة. وإنما هي على أربعة أجزاء، متصلة ومنفصلة معاً، ويمكن تصوُّرها على شكل صحائف أربع تتراتب وراء بعضها البعض، ويأخذ تراتبها صيغاً مختلفة لدى الناس. وكل جزء من هذه الأجزاء الأربعة له اسمه القرآني وله حركته الخاصة به. وفيما يأتي التعريف بها:
- أنا الذات، واسمها القرآني “النفس الأمارة”، وحركتها الحساسية.
- الغرائز، واسمها القرآني “النفس المُلْهَمة”، وحركتها الرغبة.
- العاطفة، واسمها القرآني “النفس اللوامة”، وحركتها المشاعر.
- الإنيّة، واسمها القرآني “النفس المطمئنة”، وحركتها الاعتقاد[2].
وما يهُّمنا بيانه هنا هو “أنا الذات”، لأنها عندما تتحرّك بالحساسية فإنها – غالباً – تأمر صاحبها (لكونها الأمّارة) بقطيعةٍ أو بانتقامٍ أو بعزلةٍ أو بهجرانٍ أو بغير ذلك من الاشكال التي تمزّق النسيج المتلاحم للكيانات البشرية المتآلفة ( عائلة، قبيلة، أهل مجتمع، أبناء جمع …).
والسؤال: ما الذي – أو مَنْ الذي- يدفع “أنا الذات” لتتحرّك بالحساسية، هل هي تحسّسات ذاتية تنبع من داخل الانسان، أم هي تحسّسات يثيرها عاملٌ خارجي يجد مَنْفَذه – بخبث وخفاء – إلى داخل الانسان؟ في موقع الجواب، نقول:
- إن “أنا الذات” هي موطن حظ الشيطان من النفس البشرية، وهو علقة سوداء على هيئة حبة الزيتون. ومن هذا الموطن يدخل الشيطان إلى جوانية نفس الإنسان ويمارس نشاطه الاسود، بالتمنية والتزيين والنَزْغ والقعود في كل صراط ليقطعه..
- إن “أنا الذات هي مَسْرب تسلط الوسواس الخناس، الذي ينفثه واحدٌ من الجِنّة أو الناس في صدور الناس، بما يدفع أحدهم للشك في دين عقيدته أو في إنتماء زعامته، أو يتشكك في نفسه أو في أهله وصحبه.[3]
- إن “أنا الذات” هي محل تكوّن العقد النفسية، وترسُّب الغل والأحقاد والضغائن…
- إن “أنا الذات” هي مَضْرَب الهوى في النفس. والهوى (بالمفرد لا بالجمع) هو وسواس النفس الأمارة بالسوء.
إزاء مخاطر “أنا الذات” على العلاقات الانسانية، وكونها حلقة ضعيفة في النفس البشرية، وكون دوام مراقبة مداخلها ومنابعها من المحال. لذا، فلا سبيل أمام المؤمن لضبط نفسه ، والارتفاع فوق عقده، إلا بالارتباط بشخص سيد الموحدين وزعيم المسلمين صلى الله عليه وآله الطاهرين.
وحتى لا يستنبط كل واحد من المرتبطين بشخص سيد البشر محمد رسول الله، عليه صلوات الله، صيغةً شخصية يعمل من خلالها على ضبط أنا ذاته انطلاقاً من ارتباطه.. نتشارك معاً لوضع برنامج عمل يتكامل من ضوابط أربعة، وهي:
1 – الوعي يحرس “أنا الذات” من أعمال الشيطان
أول الضوابط أن يدرك المؤمن أن الشيطان (وأعوانه أو وأوليائه) له مدخل عليه من “أنا الذات”، وأن نشاطه في الغواية والنزغ سوف يزداد ويتكثّف كلما أحسّ بخطر حقيقي على مشروعه. ويتأكد من الخطر عندما يرى أن هذا المؤمن يعمل على تحقيق تكوينه المحمدي، في إطار جمع واحدٍ له مسيرة مسلمة مسالمة محمدية المسار في وسط الشارع الإسلامي.
وهذا الادراك يرتب على المؤمن عملين (حراستين): (1) أن يقفل على الشيطان مدخله إلى “أنا ذاته”، ويؤيسه من الانتصار عليه. وذلك بأن يكون واعياً يقظاً فيصنف أي قول، أو أي نصيحة تقع في سمعه، وتؤدي إلى تفرقة أو عزلة أو نزاع أو شقاق، بأنها من صنف الوسوسة الشيطانية وإن خرجت من فم أخٍ قريب. (2) وفي الوقت نفسه، يجتهد في تفهُّم إخوانه، وقبولهم كما هم، والابتعاد عن أي تصرف يمكن أن يحرك حساسيةً لديهم. وذلك حتى لا يسمح للشيطان بأن يدخل من قِبَله على أحد من إخوانه.
2 – من الاستمساك بالسيادة الى الاعتصام بالزعامة.
إن المؤمن عندما يعلن – بملء إرادته- أنه مرتبط بشخص سيّد البشر محمدٍ رسول الله عليه صلوات الله، فهذا يعني أنه تعهّد بالقيام بأمرين متتاليين:
الامر الاول؛ أن يجعل من سيد البشر محمدٍ رسول الله عليه صلوات الله، سيداً على مساحة وجدانه، فيسلّم إليه صياغة فاعليات مكوناته، ليبدأ مسيرته الذاتية. ويضع نصب عينيه، أن أي تقصير في مسيرته الذاتية هو في الواقع تقصير تجاه صاحب السيادة الشاملة على وجدانه.
وعندما يصبح كل ما يخص وجدان المؤمن ملكاً لرسول الله عليه صلوات الله، فإنه سوف يصبح جاهزاً للانتقال إلى جمعٍ يخصّه، صلوات الله عليه.
الامر الثاني؛ أن يجعل من سيد البشر محمدٍ رسول الله عليه صلوات الله، زعيماً على مسافة وجوده، فيسلّم إليه صناعة تفاعلات مرئياته، ليبدأ تحرّكه بمسيرته الذاتية في إطار الجمع الواحد.
وهنا يضع المؤمن نصب عينيه، أن أي مسيرةٍ ذاتيةٍ من دون إطار الجمع الواحد، هي عزلة وابتعاد بالوجود عن الزعامة الجامعة، وفك ارتباط بالزعيم صلوات الله عليه، وخسران للتكوين المحمدي. وأن أي تقصير من المؤمن في تفاعلٍ شامخٍ مع إخوانه هو تقصير تجاه الزعيم صلوات الله عليه.
3 – طرح جديد لتهذيب “أنا الذات”.
إضافة إلى يقظة الوعي لكل وسوسة بفرقة أو بفراق، فإننا نرى أن الانسان – المرتبط بشخص سيد البشر محمد رسول الله عليه صلوات الله – يستطيع تهذيب نفسه، دون مشقة عظمى، ودون أن ينتظر طويلاً وتستنزف طاقته التفاصيل . وذلك، بأن يغيّر من ترتيب أجزاء نفسه الأربعة؛ فيجعل في المقدمة: “الإنية”، ويضع وراءها “العاطفة”، ثم من بعدها “أنا الذات”، ويترك “الغرائز” إلى المؤخرة.
إن “الإنية” هي بيت العقيدة، حيث الايمان بالله جلّ وعلا، والانتماء إلى النبي عليه صلوات الله .. وحين يضع المؤمن “الإنية” في واجهة نفسه، فإنه يستقبل بإيمانه وارتباطه كل حدث خارجي وكل حديث. وفي الوقت نفسه، فإنه عبرهما ستمر حركة كل نازعة من نوازع نفسه تطلب أن تتحقق في العالم الخارجي.
وهذا التقديم للإنية إلى الواجهة يتم – في البداية – عبر استحضارها الإرادي، لتقوم بوظيفتها التهذيبية لنوازع النفس عند كل احتكاك للنفس مع العالم الخارجي (أي لتزن كل نازعة نفسية وتقيسها: هل هذا يليق بديني وانتمائي؟). ثم من مداومة استحضار الإنسان لإنيته عند كل حركة نفسية، فإنها – مع الوقت – تستقر في موقعها في واجهة النفس.
وعندما تستقر “الإنية” (بيت العقيدة) في الواجهة، وتمر كل حركة نفسية عبرها: تعفّ الغرائز، وتثبت المشاعر، وتنتهي النفس الأمارة عن الهوى وتتحصن من نفث الوساوس ونخز العُقَد. ومن ثمَّ تتحول حركة النفس الأمارة من “أنا الحساسية” إلى “أنا المسؤولية”، ومن الانفعال إلى العمل، ويفارق صاحبها مجموعة “أنا خير منه”، ليصبح من أهل “أنا آتيك به”.
4-حدّان ضابطان للمسيرة الذاتية.
اعتصاماً من صاحب المسيرة الذاتية بالزعامة المحمدية الجامعة، فإنه يضع لمسيرته حدّين ضابطين أوضحتهما الوثيقة البيضاء وهما:
- الصف الواحد: قد نشير أحياناً في معرض كلامنا إلى جمع الأسرة الدندراوية بلفظ: الصفوف (نقول: داخل الصفوف، خارج الصفوف). وهنا يتعين التوضيح بأن هذه الصفوف (بالجمع) ليست متراتبة (صف أول، صف ثان) وإنما هي مستوية في صف واحد. والحفاظ على وحدة الصف في جموع مركز من مراكز دندرة هو حدٌّ ضابطٌ لمسيرة الشخص.
- الحركة الواحدة: عندما يتحقق انصهار الجميع في قالب الصف الواحد، فسوف ينتظمون – تلقائياً – بنظام الحركة الواحدة.. فلا ينأى واحد بنفسه عن حركة جموع مركزه عند قيامهم بمهمة أو نشاط.. وهذا حدٌّ ضابطٌ ثانٍ لمسيرة الشخص.
وفي الختام،
نسأل الله سبحانه أن يثبت أقدامنا جميعاً في مسيرتنا على طريق المعية المحمدية المانعة تحت ظل راية الزعامة المحمدية الجامعة.. فنحظى بأن يزكينا صلى الله عليه وسلم بأمر ربه الجليل الأكرم:
يزكينا في الدنيا بموالاته.. فنفوز بتمام نعماء الدنيا
ويزكينا في الآخرة بشفاعته.. فنفوز بواسع نعيم الآخرة
A H
[1] – الوثيقة البيضاء، الكتاب الثاني، الجزء الثاني، ص48.
[2] – انظر: الوثيقة البيضاء، الكتاب الثاني، الجزء الاول، ص32.
[3] – انظر الوثيقة البيضاء، الكتاب الثاني، الجزء الثاني، ص16 (من مجمل فضائل العطاء الكريم).