الرؤية الدندراوية للإصلاح الإنساني في مصر
منذُ أكثرَ من قرنٍ ونصفٍ تقريباً، أدركتْ معظمُ قياداتِ المجتمع الأهليّ في مصرَ، أنّ الواقعَ الوطنيَّ لا يقومُ بإصلاحهِ الشخصُ الفردُ مهما بلغتْ قدراتُه وإمكاناتُه. ونتجَ – آنذاكَ – عنِ الانفتاحِ على خصائصِ النهضةِ الغربيّةِ، أن تبنّتْ معظمُ هذه القياداتِ فكرةَ الانتقالِ بممارسةِ الإصلاحِ منَ العملِ الفرديِّ إلى العملِ الجماعيّ.
وشهدَ الشارعُ المصريّ – منذُ ذلكَ الحينِ – تأسيسَ جماعاتٍ أهليةٍ جديدةٍ كالجمعيّاتِ الخيريّةِ والتنظيماتِ الوطنيةِ، ظهرتْ إلى جنبِ الجماعاتِ المستقرةِ منذُ قرونٍ والمنتشرةِ في أرجاءِ مصرَ وهي، التجمعاتُ الفقهيةُ السلفيةُ، والتجمعاتُ الصوفية. ونشطَ الجميعُ للإصلاحِ العامّ، كلُّ واحدةٍ – منْ هذهِ الجماعاتِ والتجمّعات – بنهجِ فكرٍ خاصّ، وبميدانِ عملٍ متخصّص.
وحيث إنّ الإنسانَ المصريَّ حيويٌّ ورياديٌّ، مفطورٌ على حبِّ الصلاحِ والإصلاحِ وعلى البذلِ والعطاءِ، متفائلٌ بالتغييرِ نحوَ واقعٍ أفضلَ مهما تكاثفتِ الظلماتُ، مستعدٌّ للتضحيةِ من أجلِ القضايا العامّةِ التي يؤمنُ بها، يمتازُ بجَلَدٍ مستدامٍ وبصبرٍ على تحمّلِ شظفِ العيشِ وقسوةِ النوازلِ دونَ أن يفقدَ صفاءَ سريرتِه وحسنَ ظنّهِ بالناس.. هذه الخصالُ كلّها جعلتِ الإنسان المصريَّ يلبّي نداءَ الجماعةِ الإصلاحيّةِ التي أقنعهُ نهجُها الفكريُّ وأنِسَ إلى أسلوبِها التغييريّ.
غذّتْ هذه التلبيةُ التجمّعاتِ الإصلاحيّةَ بالعنصرِ البشريّ، فنمى حجمُها واتّسعت رقعةُ وجودِها، وصارتْ تكتّلاتٍ ضخمةً لها حضورٌ وفعاليةٌ في المجتمعِ الأهليّ، وحسبانٌ لدى أولي الأمرِ في مواقعِ القرار.
وتوالتِ العقودُ، فشهدتْ هذه التجمعاتُ موجاتِ مدٍّ وجزر، ومارستْ عملَها في ظروفٍ متقلّبةٍ، فبرزَ الصالحُ منها منَ الطالح، والمتشدّدُ منَ المتسامحِ، والمشاركُ منَ المهاجمِ، والمجافي مِنَ المتماسكِ، والمتلاحمُ من المتعالي، والمنطلقُ منَ المنزوي..
وفي ظلِّ غيابِ ثقافةِ التعدّدِ والتنوّعِ في إطارِ واحديّةِ الجماعةِ، النابعةِ من واجبٍ إسلاميٍّ أصيلٍ، اتجهتِ العلاقاتُ فيما بينَ معظمِ الأطراف، جماعاتٍ وأفراداً، إلى التنازعِ والصراعِ والشقاقِ بدلَ التكاملِ والحوارِ والتآلف.
ورغمَ الإنجازاتِ التي حقّقتها مؤسساتُ الدولة عبرَ أكثر من مئةِ عامٍ، ورغم التميّز العلميِّ والعمليِّ اللذَيْن وصلَ إليهما العديدُ من أفرادِ هذا الشعبِ الكادحِ النبيلِ، في مصرَ وفي الخارجِ، إلا أنّ المشهدَ الوطنيَّ العامَ الذي ترسّخ منذ عقودٍ لا يزالُ موشوماً بالشقاقِ العميقِ وبالصراعِ: على مستوى الأفرادِ والجماعاتِ، وعلى صعدٍ أربعةٍ؛ فكريّةٍ وطبقيّةٍ وعصبيّةٍ ومناطقيّة.. مشهدٌ يستصرخُ الضميرَ المسلمَ لتجديدِ الرؤيةِ الإصلاحيّةِ، وللانفتاحِ على كلِّ مفيدٍ، ولمزيدٍ منَ الشورى والحوارِ بين كافّة الأطرافِ، على أملِ الوصولِ إلى عقدِ مواطنةٍ مبنيٍّ على الأسسِ الإسلاميّة.
في هذهِ المرحلةِ التاريخيّةِ، علتْ أصواتٌ منَ التنظيماتِ الوطنيّةِ تنادي بواجبِ بدايةِ العملِ الإصلاحيّ من تغييرِ نظامِ الحكمِ والقوانينِ المعمولِ بها. وانقسم هذا التّيار المنادي بالإصلاحِ السياسيّ إلى فريقين:
فريقٍ رأى ضرورةَ وصْلِ السياسةِ بالدين [أي إقامةَ سياسةٍ شرعيّةٍ، أو أسلمةٍ للسياسة]، لتستمدَّ [السياسة] من ثوابتِ الإسلامِ في العقيدةِ والشريعةِ والقيم، أسساً تمكّنُها منْ تحقيقِ مقاصدِ الإسلام منْ قيامِ الدولِ والحكوماتِ [إنَّ السلطةَ في الإسلامِ هي أداةٌ لتحقيقِ العدلِ الإلهيِّ ونشرِ السلامِ].. وهذا الفريقُ مستعدٌّ لحراسةِ الدينِ، وتأديةِ الحكمِ بتقوى اللهِ في الناس، ومنفتحٌ على الحوارِ والشورى مع الآخرِ الإسلاميِّ والمدنيِّ، ويأملُ بتحقيقِ شرطِ الشعب المصريِّ (بأكثريّتِه وأقليّاتِه) في العدلِ والأمنِ الاجتماعيِّ والرفاهِ وعدمِ القهرِ والإكراهِ، وغيرِ ذلكَ ممّا يجري تداولُه اليوم.
والفريقُ الثاني جنحَ إلى تسييسِ الإسلامِ، فاستخدمَهُ في أغراضٍ سياسيّة وجنّدهُ في معركتِه من أجلِ السلطةِ، مستخدمَاً خطاباً متشدّداً عنيفاً، يبطنُ تهديداً خفيّاً، ممّا ولّدَ الريبةَ لدى فئاتٍ من الشعبِ وولّدَ لديهم الشكَّ بإمكانيّةِ الإحساسِ بالأمنِ والأمانِ وبالعدالةِ والرضائيّةِ في مجتمعٍ إسلاميّ.
ورغمَ أن الأسرةَ الدندراويّةَ هي جمعٌ مسلمٌ لا يعملُ بالسياسةِ ولا يطمحُ لممارسةِ الإصلاحِ السياسيِّ المتخصّص، إلا أنه مقتنعٌ ومؤمنٌ بأن الإسلامَ يشكّلُ مرجعيّةً للإصلاحِ الإنسانيّ الشامل.
وأرى لزاماً عليَّ – بصفتي أميراً لقبائلِ وعائلاتِ الأسرةِ الدندراويّةِ – أنْ أبيّنَ طرفاً منْ رؤيتِنا الدندراويّةِ في هذا السياقِ التغييريِّ في مصر.. وهي رؤيةٌ مؤصّلةٌ على سماحةِ الإسلام، ومتفاعلةٌ – في الوقتِ نفسهِ – معَ الواقعِ المعاصرِ بمتطلّباتهِ ومتغيّراتهِ دونَ مساسٍ بالثوابت..
تحثُّ الرؤيةُ الدندراويّةُ على ضرورةِ التغيير، الذي يتّصفُ – بنظرها -: بالواقعيّةِ، والرضائيّةِ، والمسالمةِ، والاستدامة. فالتغييرُ الاجتماعيُّ يكونُ مستداماً إنِ انطلقَ منَ الإنسانِ الواحدِ الفردِ، وتأسّسَ على المعرفةِ والفهمِ، وقامتْ بهِ إرادةٌ حرّةٌ راضيةٌ، وتدرّجتْ مراحلهُ في بيئةٍ مسالمةٍ آمنة.
هذا التغييرُ الاجتماعيُّ المستدامُ يرتكز على عملَيْنِ يقومُ بهما الإنسانُ في إطارِ الجمعِ الواحد:
أولُهما؛ إدراكُ محوريّةِ الارتباطِ بشخصِ سيّدِ البشرِ محمدٍ رسول الله r، في كلِّ حركةِ تآلفٍ وجَمْعٍ، لازمَيْنِ للاجتماعِ البشريّ.
ثانيهما؛ إدراكُ ضرورةِ استبدالِ المسلمِ تكوينَه الإنسانيَّ بالتكوينِ المحمّدي.
ونفصّل هذين العملين:
- فنبدأُ بالقولِ إنّ رؤيتَنا الإصلاحيّةَ تتمحورُ حولَ إدراكِ العقلِ لوجوبِ الارتباطِ – إيماناً وانتماءً – بشخصِ سيّدِ البشرِ محمدٍ رسولِ الله r، ومبادرةِ الإرادةِ للارتباطِ الإيمانيِّ الانتمائيِّ الذي يغيرُ تكوينَ الإنسان.
عديدٌ منَ الناسِ يسلّمُ بأنَ هذا الارتباطَ الإيمانيَّ الانتمائيَّ يغيّرُ تكوينَ الإنسانِ، ولكنهُ يظنُّ أنَّ هذا التغييرَ لا أثرَ له على نظامِ المجتمعِ ولا يمدّهُ بالمعطياتِ الماديّةِ للتقدّمِ، فالجهلُ والفقرُ والجوعُ والتخلفُ التقنيُّ وغير ذلك كيف يعالجُها فعلُ الارتباطِ الإيمانيّ الانتمائيّ؟ هنا نقول، إنَ الارتباطَ بشخصِ المصطفى المجتبى صلواتُ الله عليه يغيّرُ الإنسانَ، ومن ثَمَّ، فالإنسانُ هو الذي يغيّرُ كونَه المحيطَ ويصنعُ لحظتَهُ الحضاريّة.
كما أن عديداً من الناس وإنِ اقتنعَ عقلهُ بضرورةِ هذا الارتباطِ بشخصِ سيدِ البشر r إلا أنّه يطالبُ بالأصولِ العقديّةِ لهذا الارتباطِ، وهؤلاءُ نذكّرهمْ بما وردَ مفصَّلاً في وثيقتنا البيضاءِ، بأنهُ منذُ إشراقةِ بعثةِ آخرِ المرسلينَ r، كانَ كلُّ من رامَ الإسلامَ ديناً لعقيدتهِ يعلمُ أن لسيدِ البشرِ محمدٍ رسولِ الله r دورَيْن في حياةِ أمّتهِ: دورِ الرسولِ الخاتمِ الذي أقامَ الله جلَّ وعلا به الإسلامَ. ودورِ الزعيمِ الجامعِ الذي جمعَ اللهُ جلَّ علاه بهِ المسلمين.. وأنَّ اللهَ الجليلَ الأكرمَ سبحانهُ جعلَ الارتباطَ بشخصِ الزعيمِ الجامعِ (أي الدور الثاني) متساوياً في العقيدةِ معَ التسليمِ للرسولِ الخاتمِ (أي الدور الأول).. ومنْ أرادَ البراهينَ والأدلّةَ فليرجعْ إلى وثيقتِنا البيضاء.
لقد بيّنَ الفكرُ الدندراويُّ، أنَّ سيدَ البشرِ محمداً رسولَ الله r هو الذي جمعَ أمّةَ المسلمين، ووضعَ لها أسسَ اجتماعِها البشريِّ، وصاغَ للمسلمِ فاعليّاتِ مكوّناتهِ، وصنعَ له تفاعلاتِ مرئيّاتهِ، حتى يحقّقَ وحدةَ ذاتهِ ويبلغَ كمالاتهِ في إطارِ الجمعِ الواحد.
ويكشفُ لنا الفكرُ الدندراويُّ عن تآلفاتٍ أربعةٍ يحققُها المسلمُ إنِ ارتبطَ بشخصِ الزعيمِ الجامعِ للمسلمين r وهي:
تآلفُ المكوّناتِ الأربعةِ (البدنُ والروحُ والنفسُ والعقلُ) لبناءِ ذاتٍ إنسانيّةٍ واحدة.
تآلفُ الأمِ والأبِ والأولادِ في قالبِ عائلةٍ واحدة.
تآلفُ طبقاتِ المجتمعِ وفئاتهِ لإقامةِ بنيانٍ واحدٍ متماسك.
تآلفُ العصبياتِ العائليةِ والقَبَليّةِ لإنشاءِ شعبٍ واحدٍ متلاحم.
- وننتقلُ للكلامِ على العملِ الثاني المحرّكِ للتغييرِ وهوَ: إدراكُ ضرورةِ استبدالِ تكويننا الإنسانيّ بتكوينٍ محمّديّ.
يخلطُ البعضُ بين الحبِّ العاطفيِّ الشديدِ والعميقِ وبينَ فعلِ الارتباطِ، ويظنُّ أنه بالحبِّ وحدَهُ يستطيعُ أن يسيرَ على طريقِ المعيّةِ المحمديّةِ المانعةِ تحت ظلِّ رايةِ الزعامة المحمديّةِ الجامعة..
ولا ننكرُ فاعليةَ الحبِّ الشديدِ والعميقِ لشخصِ رسول الله r، ولكنَّ الحبَّ فيه حظُّ نفسٍ فيحضرُ ويغيبُ، وربما يحضرُ في مجالسِ الذكرِ ويغيبُ في الأسواقِ والمعاملاتِ والخصومات، لذا، فالحبُّ الذي يعوَّلُ عليه هو أن يكونَ رسولُ الله r هو الأحبَّ إلى المسلمِ منَ النفسِ التي بين جنبيه.. وهذه منزلةٌ في الإيمانِ تعلو على الارتباطِ الإيمانيِّ الانتمائي.
إنّ التكوينَ الإنسانيَّ الذي نولدُ فيه ويتنامى مع العمر، هو تكوينٌ تختلطُ فيهِ خواصُّ الإرثِ الجينيِّ معَ مفاعيلِ التربيةِ منَ الأهلِ والمدرسةِ والأقاربِ والصحبِ، معَ تأثيراتِ الوسائلِ الإعلاميّةِ والصفحاتِ الالكترونيّةِ والتواصلِ الذكيّ.. وهذا التكوينُ العشوائيُّ المختَرقُ لا يُؤالفُ عائلاتٍ وقبائلَ، ولا يُقيمُ مجتمعاتٍ، ولا يَحمي دولةً، ولا يُلاحمُ أواصرَ شعبِها.
لذا، فإنَّ استبدالَ تكوينِنا بالتكوينِ المحمّديِّ الذي صاغهُ وصنعهُ شخصُ الزعيمِ الأوحدِ r الذي جمعَ أمّةَ المسلمينَ بعد الهجرةِ إلى المدينةِ المنوّرة، هو فريضةٌ إسلاميّةٌ، على المستوى العَقديِّ، وعلى مستوى الاجتماعِ البشري.
ونذكّرُ أنفسنا وغيرنا من المسلمينَ، بأنّ المسلمَ إن حصّلَ تكوينَه المحمّديَّ، يحقّقُ فاعليّاتٍ ترسّخُ في الوجدانِ قيمَ الإسلامِ وتتمثّل بأن: يَنْشَطَ بدنُه بالعافية، ويَنْقى روحُهُ بالشفافيةِ، وتسموَ نفسُهُ بالشمائليّةِ، ويضيءَ عقلُه بالنورانيّة.
وفي الوقتِ نفسهِ يحقّقُ تفاعلاتٍ تُشمِخُ في الوجودِ قيمةَ المسلمين وتتمثّل بأن:
- يتفهّمَ عقلهُ فوائدَ تنوّعِ الطائفيّاتِ فيشاركُ تجمعاتِها في مجالسهمْ ومحافلهمْ، ولا يتشدّدُ لنهجِه الفكريّ ويهاجمَ كلّ الطائفيّات الفكريّة.
- تستشعرَ نفسهُ عدالةَ تنوّعِ الطبقيّاتِ فيكونَ المتماسكُ مع الكافّةِ في مجتمعهِ، ولا ينعزلَ بطبقتهِ ويجافيَ باقي الطبقيّات.
- يألفَ روحُه خاصيّةَ تعدّدِ القوميّاتِ فيتلاحمَ مع عامّةِ مجاميعِها، ولا يتعصّبَ لقوميّتهِ (أو لعصبِ عائلتهِ أو قبيلتِه) متعالياً على كافّةِ القوميّات.
- يحتملَ بدنُه خصوصيّةَ تعدّدِ الاقليميّاتِ فيتمكّنَ من التنقّلِ بينَ عمومِ الاتّجاهاتِ، ولا ينزويَ في بلدتهِ مستغرباً سائرَ الإقليميّات والمناطق.
وبهذا يتّضحُ أن الشخصَ الذي يحقّقُ تكوينَهُ المحمديَّ يكونُ هو المسلمَ القادرَ على العيشِ بانسجامٍ وتآلفٍ معَ محيطِهِ البشريِّ المتعدّدِ والمتنوّعِ، ويقيمُ علاقاتٍ آمنةً ومسالمةً معَ الجميعِ، فيحمي وجودَ مجتمعهِ منْ محنِ ساحقاتِ الشقاق.. ويكونُ لبنةً صالحةً في الوطنِ مهيّئةً للمشاركةِ والتماسكِ والتلاحمِ وعدمِ الانزواء.. لبنةً يقظةً واعيةً خلّصتْ ذاتها من آفات التشقّقِ، والتفتّتْ إلى محيطِها لتساعدَ في ردْمِ فجواتِ الشقاق.
ونقول أخيراً،
إنّ المسلمَ المحمديَّ التكوينِ هو ضمانٌ لمجتمعهِ لأنّه عقبَ كلّ صلاةٍ، وفي افتتاحِ كلِّ مجلسٍ واختتامِهِ، يعاهدُ رسولَ الله r ويعطيه ميثاقَهُ بألا يتسبّبَ لجمعِ أمّتهِ في فرقةٍ أو تفرقةٍ، في مفارقةٍ أو فراق..
يعاهدُ رسولَ الله r ويعطيه ميثاقَهُ، بأنَّ أيَّ اختلافٍ في الرأيِ أو في نهجِ الفكرِ أو في أسلوبِ العملِ أو في طبقةٍ أو في عرقٍ لنْ يؤدّيَ إلى افتراقٍ أو نفورٍ أو تفاخرٍ أو تباعدٍ، فالجميعُ له أخٌ ورفيقٌ وشقيقٌ وصديقٌ.
إنّ المسلمَ صاحبَ التكوينِ المحمديّ.. يقول في عهدِه وميثاقِه:
عهداً وميثاقاً للسيرِ على طريقِ المعيّةِ المحمديّةِ المانعةِ تحتَ ظلِّ الزعامةِ المحمديّةِ الجامعة.
وبهذا العهدِ والميثاقِ يعيشُ المسلمُ سلامَ ذاتِه، ويكونُ أمناً وأمَنَةً لمجتمعِه ووطنِه، وحاملاً لمشعلِ الإصلاحِ الإنسانيِّ المستدامِ، وللتآلفِ العائليِّ والقبليِّ والطبقيِّ والوطنيِّ في معتركِ الأحداثِ المعاصرة.