المؤتمر القطرى الثامن والأربعون المُنْعَقِدُ بِمُنَاسَبَةِ الاحْتِفَالِ بِالإِسْرَاءِ والمِعْرَاجِ الشَّرِيفِ

   الإِسْلَامُ حَيَاتُنَا والسَّلَامُ مَعَاشُنَا    نحن نَعْلَمُ بالسياسة ولا نَعْمَلُ بالسياسة    حَرْبُنَا مَعَ أَعْدَاءِ الوَحْدَانِيَّةِ مَيْدَانُهَا الفِكْرُ وسِلَاحُهَا الكَلِمَةُ   جِهَادُنَا اجْتِهادٌ فِي العِلْمِ وجَهْدٌفِي العَمَلِ

المؤتمر القطرى الثامن والأربعون المُنْعَقِدُ بِمُنَاسَبَةِ الاحْتِفَالِ بِالإِسْرَاءِ والمِعْرَاجِ الشَّرِيفِ

لعام 2019 م – 1440 ه

موضوع المؤتمر : تَمْكِينُ الطِّفْلِ

المؤتمر : تَمْكِينُ الطِّفْلِ

المحاور :
المِحوَرُ الأَوَّلُ: مَعْنَى تَمْكِينِ الطِّفْلِ وكَيْفَ يَكُونُ .
المِحوَرُ الثَّانِي: تَمْكِينُ الطِّفْلِ في أَدوَارِهِ الإِنْسَانِيَّةِ .
المِحوَرُ الثَّالِثُ: التَّمْكِينُ العَقْلِيُّ للطِّفْلِ .

تَمْكِينُ الطِّفْلِ

 المَسؤولِيَّةُ نَحوَ الطِّفلِ لا تَنْحَصِرُ في حُدودِ تَوفيرِ الطَّعامِ والشَّرابِ والعِنايَةِ البَدنِيَّةِ والرِّعايَةِ المَدرَسِيَّةِ، بلْ تَتَجاوزُ ذلكَ لِتَشمَلَ ـــــــ  مِن مَنظُورِ الرُّؤيةِ الدَّندرَاوِيَّةِ ــــــ تَمكِينَه فِي كَافَّةِ أَدوارِهِ الإِنسَاِنيَّةِ بِدايَةً مِن تَنشِئَتِهِ علَى عَقيدَةٍ صَحيحَةٍ فِي اللهِ عزَّ وجلَّ وعَقيدَةٍ سَلِيمةٍ فِي رسولِ اللهِ علَيهِ صَلَواتِ اللهِ.. وتَشريبَهُ ومُنذُ بِداياتِ وَعيِهِ هُويتَهُ الإِنسانِيَّةَ، حتَّى يَنشأَ راسِخًا بهُوِيَّتِهِ لا يُؤثِّرُ فيهِ تَضليلٌ أو تَغرِيرٌ.كما يَأتِي التَّمكينُ بمُساعَدَتِه علَى التَّعرُّفِ علَى هُويَّتِهِ الإنسانِيَّةِ، وعلَى اكتِشافِ ذَاتِهِ ومَنْ هُوَ..وإِعانَتِهِ بلُطفٍ، ولكنْ بَحَزْمٍ وبتَقدِيمِ القُدْوَةِ الطَّيِّبةِ، علَى أَنْ يَلتزمَ بإِقامَةِ الإسْلامِ فِي وجدانِهِ..

ومِنْ لَوازِمِ التَّمكينِ تَدريبُ الوَلَدِ ومُنذُ طُفولَتِهِ المُبَكِّرَةِ علَى الاهتِمامِ بمُكَوِّناتِهِ الذَّاتِيةِ الأَرْبَعَةِ، وبِضَرُورةِ العِنايَةِ بكُلِّ مُكَوِّنَةٍ لتَأمِينِ الفاعِلِيَّةِ لَهَا ، ويَلْزَمُ أيضًا مُراقَبَةُ تَفاعُلاتِهِ معَ مُحيطِه.. بِدايَةً مِن تَفاعُلِ الطِّفلِ معَ أَخِيه ومعَ أُختِه، ومعَ أطفالِ الجِيرانِ..ليَصِلَ تَفاعُلُهُ فِي الوَسَطِ العائِليِّ المُمْتَدِّ والفَضاءِ المَدرَسِيِّ عندَما يَشِبُّ قَليلاً.. وتَدريبُهُ علَى قَبُولِ الآخَرِ والتَّفاعُلِ الشَّامِخِ معَهُ..

وعلَى صَعيدِ الإنْجازاتِ يَأتِي تَمكينُ الطِّفلِ بِتَحفِيزِهِ علَى تَحقِيقِ الإنجازاتِ. ولو كانَ هذا الإنجازُ في مَجالِ لُعبَةٍ مِن اللُّعَبِ..

وأخيرًا لِتَمكينِ الطِّفلِ لابُدَّ مِن تَوجِيهِهِ علَى أَنْ يَكونَ صَاحِبَ تَأثيرٍ فِي مُحيطِهِ، ولا يَكونَ هامِشيًّا بينَ زُمَلاءِهِ أو تَابِعًا لا رَأيَ لهُ ولا كلِمَةً مَسمُوعَةً. وتَعلِيمِهِ بأنَّ دورَهُ الجَماعِيَّ يَزدادُ مَكانَةً، وتَأثِيرَهُ فِي جَمْعِ أصحَابِهِ يَزدادُ عُمقًا: كُلَّما كانَ وجدانُهُ أكبرَ مَساحَةً، وكُلَّما كانَ وجودُهُ أطولَ مَسافَةً .. وعَلَيه.. فالولَدُ أمانَةٌ، ومَكامِنٌ هُويَّتِه الإِنسانِيَّةِ أمانَةٌ : دِينُهُ أَمَانَةٌ، وتَكوِينُهُ أَمَانَةٌ، وعَمَلُه الذَّاتِيُّ أَمَانَةٌ، ودَوْرُهُ الجَماعِيُّ أَمَانَةٌ.