المؤتمر العام السادس والأربعون لجموع قبائل وعائلات الأسرة الدندراوية المنعقد بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لعام 1440 هـ – 2018 م

   الإِسْلَامُ حَيَاتُنَا والسَّلَامُ مَعَاشُنَا    نحن نَعْلَمُ بالسياسة ولا نَعْمَلُ بالسياسة    حَرْبُنَا مَعَ أَعْدَاءِ الوَحْدَانِيَّةِ مَيْدَانُهَا الفِكْرُ وسِلَاحُهَا الكَلِمَةُ   جِهَادُنَا اجْتِهادٌ فِي العِلْمِ وجَهْدٌفِي العَمَلِ

المؤتمر العام السادس والأربعون لجموع قبائل وعائلات الأسرة الدندراوية المنعقد بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لعام 1440 هـ – 2018 م

 

 

 

 

المُؤْتَمَرُ العامُّ السَّادِسُ والأَرْبَعُونَ

المُنْعَقِدُ بِمُنَاسَبَةِ الاحْتِفَالِ بِالمَولِدِ النَّبويِّ الشَّرِيفِ

لِعَامِ 1440ھ – 2018م

حَوْلَ: (الشَّفَاعَةُ المُحَمَّدِيَّةُ)

 

مَدْخَل                                          

الأُسْرَةُ الدَّنْدراوِيَّةُ جَمعٌ مُسلِمٌ يُؤمِنُ بِكلِّ ما يُؤمِنُ به المُسلِمونَ مِن مُعتقَداتٍ إِيمَانيَّةٍ، ويَلتزِمُ بِكلِّ ما يَلتزِمُ به المُسلِمونَ مِن فَرائِضَ إسلاميَّةٍ.. ومَرجعيَّتُهُ في الحياةِ والفِكرِ هي كَلامُ اللهِ سُبحانَه وقَولُ رَسُولِهِ الكَريمِ صَلواتُ اللهِ عليهِ.

تأسَّسَ هذا الجَمْعُ عامَ 1292 من الهِجرةِ المُوافِقَ لعامِ 1875 مِيلادِي، على يَدِ الدَّندَرَاوِيِّ الأوَّلِ سَيِّدي مُحمَّدٍ الدَّندَراوِيِّ مِن أحفادِ السُّلطانِ اليُوسُفِ جَدِّ قَبائلِ “الأَمَارَةِ” بدَندرةَ. والسُّلطانُ اليُوسُفُ هو مِن وَلدِ الشَّريفِ إدريسَ الأولِ مُؤسِّسِ دَوْلَةِ الأدارسةِ بالمَغربِ العَربِيِّ، سِبطِ الإمامِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ بنِ أبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ.

 أسَّسَ الدَّندَراوِيُّ الأولُ نَواةَ جَمعِهِ المُسلِمِ، المَعروفِ باسمِ “الأُسْرَةُ الدَّندَراوِيَّةُ، في قَريةِ دَندرةَ بصَعيدِ مِصرَ، ولمْ تَلْبَثْ جُذورُ هذه الشَّجرةِ الإِنسانيَّةِ أنْ تَمكَّنتْ بِغالبيَّةِ قبائلِ جَنوبِ الصَّعيدِ [مُحافظاتُ قنا والأقصر وأسوان والبحرِ الأحمر]، وتَمَّ استواءُ ساقِها مِن العَدِيدِ مِن عائِلاتِ مِصرَ. ثُمَّ تَفرَّعتْ فُروعُ هذهِ الشَّجرةِ علَى اتِّساعِ الانتشارِ الإِنْسَانِيِّ لأُمَّةِ المُسلِمينَ في بِلادٍ شَرقيَّةٍ وغَربيَّةٍ، فجَمَعَ بينَ صُفوفِه كُلَّ مَن يَألَفُ ويُؤلَفُ مِن المُوَحِّدينَ ذكرًا كانَ أم أنثى، كبيرًا يكونُ أو صَغيرًا، أيًّا كانَ لَونُ عِرقِه، أو مَوقِعُ بَلدَتِه، أو نَمطُ تَعَايُشِهِ، أو وَضْعُ مَعِيشَتِه، وأيًّا كانَ مَذهبُ أَحكامِه، أو مَشْرَبُ إِحكامِه، أو جَمعيَّةُ تَعاوُنِه، أو تَنظيمُ نِضالِه، سواءٌ أكانَ مُنطويًا على ذاتِه، أو مُنطلِقًا في جَمَاعتِهِ.

والهَدفُ مِن التّأسِيسِ؛ هو إعادَةُ التَّماسُكِ إلى بُنيانِ مُجتمَعِ الإِسلامِ، والتَّلاحُمِ إلى نَسيجِ أُمَّةِ المُسلمينَ واستعادَتُها مِن التَّشَتُّتِ..

ولِتَحقِيقِ الهَدَفِ وَضَعَ مُؤسِّسُ هذا الجَمعِ رُؤْيَةً إِصلاحِيَّةً، تَخْتَلفُ في طَرحِها عَن الأَفكارِ التي تَتَبنَّاها التَّجمعاتُ الإسْلامِيَّةُ الصَّالِحَةُ المَوجودَةُ في الشَّارعِ الإسلامِيِّ؛ كتَجمُّعاتِ المَذاهبِ الفِقهيَّةِ، وتَجمُّعاتِ الطُّرقِ الصُّوفيَّةِ، وتجمُّعاتِ الجمعيَّاتِ الخَيريَّةِ، وتجمُّعاتِ التّنظيماتِ الوطنيَّةِ. فالأُسْرَةُ الدَّندَراوِيَّةُ لَيسَتْ كِيانًا مِن هذه الكِياناتِ الأربعةِ المُتَخَصِّصةِ ولا تَطرحُ نفسَها بَديلاً عنها، كما أنَّها في الوقتِ نفسِه لَيْسَتْ بَعيدةً ولا مناقِضةً لأيِّ واحدٍ مِنها.

هذه الرُؤيةُ الإِصلاحيَّةُ أَسَاسُها ارتباطُ المُسْلِمِ بشخصِ سيِّدِ البَشرِ مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ عليهِ صَلواتُ اللهِ؛ فبهذا الارتباطِ يَستَعيدُ المُسلمُ تكوينَه المُحمَّديَّ الذي كانَ عليهِ الصَّحابةُ الكِرامُ والسَّلَفُ الصَّالِحُ؛ وبهذا الارتباطِ يُمَكِّنُ مُكوِّناتِهِ الذّاتِيَّةَ الأربعَ – بَدَنَه، رُوحَه، نَفْسَه، عَقْلَه – من الانطِباعِ بفاعِليَّاتٍ تُرَسِّخُ في وجدانِه قِيَمَ الإسلامِ الأربعَ [ أي العبادات، المعاملات، التعاون، التلاحم ]، ويُمَكّنُفي الوقتِ نفسِه – مَرئيَّاتِه الشَّخصيَّةَ الأربعَ من الانصِبَاغِ بتفاعلاتٍ تُعيدُ التماسُكَ إلى بُنيانِ المُجْتَمَعِ والتَّلاحُمَ إلى نَسيجِ الأُمَّةِ، فترسُخُ في الوجدانِ قِيمُ الإسلامِ، وتَشمُخُ في الوجودِ قيمةُ المسلمينَ.

ومنذُ عامِ 1393 هجري الموافقِ لعام 1973 مِيلادي بَدأَتْ الأُسْرةُ الدَّندَراوِيَّةُ بإِقامةِ مُؤتَمَرٍ عَامٍّ سَنَوِيٍّ في قَريةِ دَندرةَ أيامَ المَولِدِ النَّبويِّ الشَّريفِ، تَأكِيدًا على أنَّ الكِيانَ الدَّنْدَراوِيَّ تأسَّسَ على أساسٍ مُحمَّديٍّ.

وطُولَ سِتَّةٍ (خَمْسَةٍ) وأربعينَ مُؤتمَرًا، كانتْ القَضايَا المُحَمَّديةُ حاضِرةً في طُروحاتِ الأُسرةِ الدَّندراويةِ وعلَى مِنصَّتِها، وكان الدِّفاعُ عن الأعتابِ النَّبويةِ نَشِطًا ومُلتصِقًا ببناءِ الإنسانِ وتَفعيلِ دَورِه الحَضارِيِّ ومُناقَشَةِ قضاياهُ وتَحدِّياتِه المُعاصِرَةِ.

ومِن هذا المُنطَلَقِ تُقيمُ الأُسرَةُ الدّندراويةُ مُؤتَمرًا عامَّا في أيامِ 19،18مِنْ نُوفَمبِرَ لِعامِ 2018 يَجمعُ نُخبةً مِن صَفوةِ علماءِ المسلمينَ، وأصحابِ الفِكرِ والرَأيِ تُناقَشُ مِن خِلالِه واحدةٌ مِن القَضايا التي تَخُصُّ سَيِّدَ البَشرِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فالتاريخُ العِلْمِيُّ للمُسلِمينَ حَفِظَ أُصولًا كَثِيرَةً تَدُلُّ علَى تَفَرُّدِ الذَّاتِ المُحمَّديةِ وما خَصَّها به رَبُّ العالمينَ مِن عَطَايا خَاصَّةٍ ، إلا أنَّه لم يَنُص علَى عَقيدَةٍ واحدَةٍ مُتَّفَقٍ عليها ومَكتُوبَةٍ ومَبثوثَةٍ للجميعِ في شَخْصِ سَيدِ البَشرِ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .

 ومِن هذهِ المَوضُوعاتِ مَوضوعُ الشَّفَاعَةِ المُحَمَّدِيَّةِ كواحِدَةٍ مِن مَسائِلِ العقيدةِ في شَخصِ النَّبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ التي صَارَتْ مِنَ التَّصدِيقِ العَقْلِيِّ والتَّسْلِيمِ العَقَدِيِّ لَدَى الإِنْسَانِ المُسْلِمِ مَا وَصَلَ بِه إِلى اليَقِينِ بِها طِوالَ أَرْبَعةَ عَشَرَ قَرْنًا مِن الزَّمانِ، وقَلَّ أَنْ تَجِدَ مُصَنَّفًا أو مُؤَلَّفًا فِي العَقِيدَةِ لَدى وَاحِدٍ مِن عُلَمَاءِ المُسلِمينَ إِلَّا وقَدْ أَفْرَدَ بَابًا أو فَصْلًا خَاصًّا لِلتَّدلِيلِ عَلَيْها وتَعْميقِ الإِيمانِ بِهَا. ولَقَدْ تَسَبَّبَتْ الفَوضَى المَعْرِفِيَّةُ  اليَومَ في إِرباكِ العَقْلِ المُسْلِمِ المُعاصِرِ حَولَ موضُوعِ الشَّفاعَةِ المُحَمَّدِيَّةِ عَبْرَ مَنْ لَهَجُوا بِآرائِهمْ النَّافِيَةِ لَهَا مِنْ خِلالِ فَهْمٍ خَاصٍّ لِعَدِيدٍ مِن آيَاتِ القُرآنِ المَعصُومِ والطَّعْنِ عَلَى حُجِّيَّةِ الكَثِيرِ مِن الأَحكامِ النَّبَوِيَّةِ العَصْماءِ ، ومنْ هنا تَبْرُزُ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ لِتَدوينِ عَقيدةٍ سَليمةٍ فِي وَاحِدَةٍ مِنْ خَصائِصِ الذَّاتِ المُحَمَّدِيَّةِ التِي أَظْهَرَ بِها اللهُ جَلَّ عُلاهُ عَظَمَةَ قَدْرِ وقُدْرَةِ صَاحِبِ الذَّاتِ المُحَمَّدِيَّةِ عَلَيهِ صَلَواتُ اللهِ ..  

لذا كانَ عُنوانُ مؤتمرِنا هذا العام

( الشَّفَاعَةُ المُحَمَّدِيَّةُ )

 

مَحاورُ مَوضوعِ المُؤتَمرِ:                

– مَعنَى الشَّفَاعَةِ ومَنَازِلُهَا.

– أَنْوَاعُ الشَّفَاعَةِ المُحَمَّدِيَّةِ العَامَّةِ والخَاصَّةِ.

– الشَّفاعَةُ المُحَمَّدِيَّةُ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ.

– الآيَاتُ القُرآنِيَّةُ التِي اشتَبَهَتْ عِنْدَ البَعْضِ فِي شَأْنِ الشَّفاعَةِ المُحَمَّدِيَّةِ.

– خُصُوصِيَّةُ وتَفَرُّدُ شَفاعَتِهُ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسَلَّمَ.

أَهْدافُ المُؤتَمَرِ:

  • التَّأصيلُ العِلْمِيُّ المَبنيُّ علَى الأَدِلَّةِ لبيانِ العَقِيدَةِ الحَقَّةِ فِي مَوضُوعِ الشَّفاعَةِ المُحَمَّدِيَّةِ.
  • وَضعُ أُسُسٍ عِلميَّةٍ لِيتمَّ علَى ضَوئِها فهمُ الآياتِ القُرآنيَّةِ، التي اشْتَبهتْ عِنْدَ البَعضِ في شَأْنِ الشَّفَاعَةِ المُحَمَّدِيَّةِ.
  • جَمْعُ كَافَّةِ الأدِلَّةِ والبَراهينِ الوَارِدَةِ في سِياقِ الكلماتِ والمُناقَشاتِ، كبنكِ أدِلَّةٍ، وبذلك يُحقِّقُ المُؤتَمَرُ ما يُسمى بـ:”اقتصادِ المَعرفةِ”.